بحوث في اللسانيات الحاسوبية

اللغة والعولمة، لغة عالمية أم لغات متعددة؟

د. وليد أحمد العناتي

مفارقات

قد انزل الله القرآن رسالة للناس جميعاً على تفاوت طبقاتهم وأعراقهم وألوانهم وألسنتهم. ولم يختص أحداً للدخول فيه دون سائر المخلوقات؛ اذ كان دعوة مفتوحة .واذا كان العرب قد اختصوا باصطفاء الرسول منهم  واصطفاء العربية لتكون لغة الرسالة ، فإن ذلك لم يحل بين الناس والدخول في الدين الجديد.

وكان أن أُنزل القرآن والعرب على عاداتهم اللغوية مستقرين؛ فلم يشأ أن يزحزحهم عما اكتسبوه بالسليقة ومهروه بالمران والدربة. فكان أن أباح لهم الرسول أن يقرؤؤا على وفق ما ألفوا،فكانت القراءات القرآنية ضربا من التيسير سهَّل دخول القبائل العربية الإسلام وممارستهم شعائرهم الدينية بما ألفوه من عادات لغوية.وفي ذلك يقول ابن قتيبة في “باب الرد عليهم في وجوه القراءات”: فكان من تيسيره أن أمره أن يُقرِئَ كل قوم بلغتهم وما جرت عليه عادتهم؛ فالهذلي يقرأ:عتى حين، يريد حتى حين؛ لأنه هكذا يلفظ بها ويستعملها.والاسدي يقرأ:تِعلمون وتِعلم وتِسوّد وجوه……والتميمي يهمز والقرشي  لا يهمز……..ولو أن كل فريق من هؤلاء أُمِر أن يزول عن لغته وما جرى عليه اعتياده طفلا  وناشئا وكهلا لاشتد عليه ذلك، وعظمت المحنة فيه،ولم يمكنه الا بعد رياضة للنفس طويلة، وتذليل للسان، وقطع للعادة، فأراد الله، برحمته ولطفه،أن يجعل لهم متسعا في اللغات ومتصرفا في الحركات،كتيسيره عليهم في الدين….” 1.

وكانت الآية الكريمة”ومن آياته خلق السموات والارض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لأيات للعلمين“(سورة الروم)، إقراراً صريحاً بالتعدد اللغوي في العالم، وأن الإسلام ما كان ليدعو الى لغة واحدة، ولو كان داعياً لذلك لكانت العربية أوْلى اللغات بذلك.

ثم إن الرسول الكريم كان يخاطب الوفود العربية من غير قريش بلهجاتهم المتداولة  المعروفة؛ فقد أُثر عنه،عليه السلام، حديث منقول عن النمر بن تَوْلب نصه:”ليس من امبر امصيام في امسفر”،وهو إجابة عن سؤال أحد الحِمْيريين:أليس من البر الصيام في السفر؟وهي لهجة معروفة بالطمطمانية 2.

كما تذكر كتب السيرة والتاريخ أن الرسول ،عليه السلام،قد اتخذ مترجمين يعرفون العبرانية والسريانية والفارسية والرومية.وكذا فعل الخلفاء من بعده.

ثم إنه لم تسجل كتب التاريخ الإسلامي وغيره أن الإسلام، لما انتشر وسار في الافاق،قد أكره الناس على تعلم اللغة العربية أو فَرَضها عليهم ، وخير مثال على ذلك الاندلس التي كانت متعددة اللغات :عربية وبربرية واللغات الإسبانية المختلفة لأهل البلاد المستقرين فيها أصلا. وإنما أقبل الناس على تعلم العربية لتعرف تشريعات الدين الجديد المسطورة بالعربية :القرآن والحديث والفقه.

وبعد، ألا ترى أن هذه أمارات دالة ،تسطع كسطوع الشمس،على موقف الاسلام من التعدد والتنوع اللغوي؟ فهما من سنن الله في خلقه ليتعارفوا ويتقاربوا؛ تحقيقا لما ينبغي أن تكون عليه البشرية من تعاون  لتحقيق الغاية الجُلّى؛عبادة الله  ثم عمارة الأرض.

ثم كان ماكان ،وكانت العصبية الطورانية التركية التي كشفت عن وجهها القبيح وتعصبها الأعمى، فكادت للعربية والعرب ،وحاربتها في موطنها وخارجه،حتى قيل إنها حُظِرت في المدارس والشوارع والتداول اليومي والاجتماعات العامة. ثم وجَّه هؤلاء المتعصبون بزعامة مصطفى كمال اتاتورك ضربة قاصمة للعربية تدل على عداء مفضوح للعربية والاسلام؛ إذ أُقصي الحرف العربي وأحل محله الحرف اللاتيني3!

أما الاستعمار فقد جاء محملا بأهداف اقتصادية بحتة تتمثل في رغبته استنضابَ مُقَدَّرات الشعوب وثرواتها، مستغلا قوته العسكرية في فرض أطماعه وطموحاته. ومع أنه حصَّل ما يريد إلا أنه تجاوز ذلك الى هُويَات الشعوب ولغاتها وأديانها؛ فأنكر سُنّة الخلق أيّما إنكار، وحاول استتباع الناس بمسخ هوياتهم وقتل لغاتهم ومصادرة آمآلهم وطموحاتهم في التحرر والتمتع بمواردهم التي خصهم الله بها. وتحقيقاً  لرغبته الانانية راح يحارب اللغاتِ المحليةَ ويُضيِّق عليها مجاهرا بمعاداته إياها. ولم تسلم البلاد العربية والاسلامية من شرور أنانية الاوروبي الذي جهد أن يهاجم العرب والمسلمين في أخصِّ شؤؤنهم؛  لسانهم الناطق ولغتهم الجامعة، فكانت العنصرية الفرنسية ظاهرة في الجزائر وشمال افريقيا العربي،ومثلهم فعل البريطانيون والإسبان والإيطاليون.وما تزال اسرائيل الصهيونية ماضية في تهويد اللسان والأرض والمكان.

أما العولمة فقد تأسست على مبادئ اقتصادية سرعان ما تجاوزتها الى السياسة والثقافة والمجتمع واللغة، فصارت المجتمعات في مهب العولمة. ولما كانت العولمة هي الأمركة، كانت الإ نجليزية لغة العولمة،وهي اللغة التي هيأت لها القوة العظمى مكانة راقية بين لغات العالم؛ إذ إن احتكار العلم والمعرفة وانتاجهما بالانجليزية جعلها مطلبا ضروريا لجميع الشعوب.وفي ظل الازمات التي تعيشها المجتمعات ،ومنها العربية، صار الناس يتسابقون لتعلم الانجليزية والتداول بها في حياتهم اليومية، إنما يدفعهم الى ذلك تجاوز المحلية في أعمالهم وبحوثهم ودراساتهم، وإذا كان ثمة ما يسوِّغ بعض هذه الاستخدامات فإن أكثرها غير مسوَّغ ولا سيما في بلاد العرب.

واذا بدا لنا ظاهراً أن الناس يختارون الانجليزية راغبين ،فلا شك انهم ، غالباً، مدفوعون الى ذلك دفعاً؛ إذ إن التشريعات الحكومية التي كفلت  نشر الانجليزية وتعليمها في المراحل التعليمية المبكرة ،وجعلها لغة التعليم العالي  قد دفعت هؤلاء الى ذلك دفعاً. ثم إن إعلاء المجتمع شأن الانجليزية  قد أكره هؤلاء على هذا السلوك؛ إذ بات مطلوبا أن تتقن الانجليزية لتعمل أو لتحصل على وظيفة مهما قلّ شأنها، أو لتُحَصِّل مرتبة اجتماعية “راقية”.

ولا يغيب عن فَطِِِِن أن هذه المسالك التي تسلكها الحكومات إنما هي مدفوعة الى ذلك دفعاً أو اختياراً. ولا نعجب من الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة وبريطانيا لتمكين الإنجليزية في دول العالم على حساب اللغات المحلية؛ فهو تارة ترغيبي حين تقدم الدولتان الاساتذة والمواد الدراسية والمنح لدراستها في بلادها. وتارة أخرى ترهيبي حين تفرض عقوبات على تلك الدول أو تحرمها من المنح والمساعدات الامريكية لسبب ما، وقد يتجاوز الامر ذلك إلى الرشوة. أما الخيار الاسوأ فيكون حينما تقرر الدولة، بتحفيز من أشخاص متنفذين وأصحاب سُلطة، أن تمنح الإنجليزية مكانة لا ينبغي أن تكون إلا للغة الوطنية؛ وهم يتذرعون بعدم كفاية اللغة الوطنية وعجزها،وانعدام المصطلحات ……إلخ.

وأدلتنا الشاخصة على ذلك كثيرة:

ماذا يعني ،أساسًا، فرض قانون الملكية الفكرية؟ ألا يعني ضماناً لاستمرار الاقبال على الكتاب الأمريكي في طبعاته المتلاحقة ،وحظر استنساخه؟

و ماذا يعني الاصرار على دراسة دورة الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب بالإنجليزية ودفع ما قيمته 70$ ؟

وإنما قصدتُّ من هذه المفارقات أن أفارق بين موقف الإسلام من التعدد اللغوي وموقف الآخر الغربي المستوطن والأمريكي المُعَوْلِم واليهودي المغتصب؛ فقد كفل الاسلام حرية الاختيار اللغوي، في حين صادرت العولمة حريات الشعوب وطحنتها.

العولمة والبحث اللساني

قد أحدثت العولمة تحولاتٍ كبيرةً في مختلف أوجه النشاط الإنساني. ولعل تأثيرات العولمة أجلى ما تكون في البحث العلمي ؛ النظري والتطبيقي. وإذا ما نظرنا في أثر العولمة في البحث اللساني وجدنا أن الأثر كبير ويعكس كثيرا من التحولات الفكرية التي جدَّت في خضم العولمة، وصار ثمة أدبيات لسانية كثيرة تندرج تحت مفهوم العولمة اللغوية4.

وتتمثل تحولات البحث اللساني ، بتأثير العولمة ،في المجالات الرئيسة التالية:

أولًا:اللسانيات الاجتماعية:

برز الاهتمام الزائد بكثير من موضوعات اللسانيات الاجتماعية التقليدية على نحو متعمق ومن مناظير جديدة. هذه الموضوعات هي:

  • اللغة والثقافة.
  • اللغة والهوية.
  • الاقتراض اللغوي.
  • الصراعات اللغوية.
  • موت اللغة وانقراضها.
  • اللغة العالمية.
  • الهيمنة اللغوية.
  • اللغة الانجليزية واللغات الاخرى.
  • اقتصاديات اللغة.
  • التخطيط اللغوي.
  • حقوق الإنسان اللغوية.

ثانيا: اللسانيات الحاسوبية،وتشمل:

  • معالجة اللغات الطبيعية.
  • خلق بيئات محلية للتطبيقات الحاسوبية.
  • النشر الالكتروني باللغات المحلية(القومية).

ثالثا:اللسانيات التربوية،وتشمل:

  • تعليم اللغة الأم.
  • تعليم اللغات الأجنبية.

رابعا:اللسانيات الإعلامية

العولمة واللغة العالمية:

اتكأت العولمة الحديثة على وسائل الاتصال الحديثة في نشر مبادئها وتحقيق أهدافها ومراميها، ولا يغيب عن البال أن العولمة لم تحفل بخصوصيات الشعوب الثقافية والدينية والاقتصادية بَلْهَ اللغوية؛ إذ إن أداتها الرئيسة هي اللغة الإنجليزية.ولا شك أن الإنجليزية هي لغة العولمة ؛ لأن إفرازاتها ومنجزاتها وآراءها تُنْتَج وتُرَوَّج وتُسَوَّقُ بالإنجليزية، فالعلم معظمه ينتج بالإنجليزية، فإن لم يكن المؤلف أمريكياً او بريطانياً كان عليه أن يتخذ الإنجليزية وسيلته لتحقيق الذيوع والشهرة. أما وسائل الإعلام ووكالات الأنباء فهي أمريكية  تتلقى الاخبار وتذيعها بالإنجليزية, وأما ما يُنْشَرُ على الشبكة العالمية فمعظمه بالإنجليزية. ولا شك أن المكانة التي تهيأت للإنجليزية إنما هي تابعة للقوة العسكرية والتقنية التي حققتها الولايات المتحدة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.

أمام هذه المعطيات برزت دعوات متلاحقة واتجاهات متعددة تنادي بوحدة العالم لغوياً واتخاذ الإنجليزية ،على التعيين، لغة عالمية لأسباب متعددة. وليست  الدعوة إلى لغة عالمية جديدة أو حادثة، لكنها تبرز بين الحين والآخر.ولعل كتاب المرحوم إبراهيم أنيس يكون اكثر الكتب العربية ،إن لم يكن الوحيد 5، تناولاً لقضية اللغة العالمية.فقد تناول تاريخ الفكرة  والمحاولات المختلفة لإنشاء لغة عالمية، مستعرضاً أهم اللغات التي تبوأت مكانة عالمية والاسباب التي هيأت لها ذلك.

وقد سارت الدعوة إلى تأسيس لغة عالمية في اتجاهات متعددة، أهمها6:

  • البحث عن لغة مصنوعة منطقية خالية من الشواذ.
  • اصطناع لغة فيها بعض عناصر اللغات الحية الطبيعية.

وقد منيت هذه المحاولات بالفشل، ومن هذا المنطلق برزت فكرة:

  • أن تكون اللغة الإنجليزية الطبيعية اللغةَ العالميةَ.

وكغيرها من دعاوى العولمة المتطرفة اثارت قضية جعل الإنجليزية اللغةَ العالميةَ جدلاً كبيراً بين المثقفين واللغويين وعلماء الاجتماع والانثروبولوجيا ودعاة القومية،فعارض بعضهم الفكرة وناصرها بعضهم،وساق كل فريق حججه. أما المنافحون عن فكرة اللغة العالمية فتمثَّلت مسوِّغاتهم في أن77:

  1. تعلم اللغات الاجنبية لا يعدو ان يكون مضيعة للوقت، وأن العالم بلغة واحدة سيكون أفضل حالاً وأحسن مآلاً.
  2. اللغة الواحدة ستعيد للعالم الوحدة والسلام.
  3. اللغة الواحدة ستعيد للعالم براءته كما كانت قبل لعنة بابل.8
  4. التعدد اللغوي يستنزف كثيراً من الاموال، ولا سيما لأغراض الترجمة9.

أما معارضو فكرة اللغة العالمية فتتمثل أهم وجوه اعتراضهم في أن 10:

  1. اللغة الواحدة ستدفع كثيراً من اللغات،ولا سيما المهددة بالانقراض، إلى الموت.
  2. موت كثير من اللغات يؤدي الى اندثار التنوع الثقافي والفكري والاجتماعي الذي تمثله تلك اللغات من حيث إنها حاملة لثقافة الأمة الناطقة بها وحضارتها وتاريخ أفكارها.
  3. اندثار كثير من اللغات سيحرم علماء الإنسان والاجتماع من مادة واقعية تدل على طرائق التفكير الإنساني وتطورها عبر التاريخ البشري.

عالمية اللغة الإنجليزية:

لا يختلف اثنان على أن الظروف التي تهيأت للغة الإنجليزية الان لم تتهيأ لغيرها من اللغات ؛ما أفضى إلى تعاظم الاهتمام بها على المستويين الفردي والجمعي الرسمي، حتى صار تعلمها مطلباً ضرورياً في ميادين البحث العلمي والاعمال والتواصل الدولي. وقد قادت هذه الاحتياجات إلى بروز فكرة  أن اللغة الإنجليزية هي اللغة العالمية. وقد ترتب على هذه المقدمة وأمثالها نتائج خاطئة.

وليس مستغربًا أن تثير المقولة السابقة سجالًا علمياً بين اللسانيين وعلماء الاجتماع والاتصال والإدارة والأعمال، فناصرها بعضهم ودعمها وسوغها، وعارضها آخرون مسوغين معارضتهم. وسأحاول أن أقدم صورة موجزة عن هذا السجال.

قد جعل “ديفيد كريستال” هَمَّه أن يستنفد جوانب ا لقضية في كتابه “الإنجليزيةُ لغةعالمية” وجعل وكده أن يجيب عن أسئلة ثلاثة:

  1. ما الذي يجعل لغة ما لغة عالمية؟
  2. ما الذي يجعل الإنجليزية مرشحاً متقدماً لحمل هذا اللقب؟
  3. هل ستمضي الإنجليزية في حمل هذا اللقب؟

وهو يرى ،في سياق عرضه،أن مقولة عالمية الإنجليزية تطرح تساؤلات كثيرة أهمها:

  • هل تعني العالمية أن كل فرد في العالم يتحدث الإنجليزية؟
  • وهل يعني انها اللغة الرسمية في كل دول العالم؟

ثم مضى “كريستال” ليستنفد الأطر السياقية التي هيأت للإنجليزية هذه المكانة ،بدءاً بالعوامل التاريخية المرتبطة بالاستيطان البريطاني والإمبريالية الأمريكية الجديدة، ثم العوامل  الحضاريةوالثقافية، مشيراً إلى كونها لغة الحياة السياسية والاقتصاد الدولي والإعلام والاتصالات والإنترنت….إلخ.

وإذا كان “كريستال” قد استنفد العوامل الخارجية التي بوأت الإنجليزية هذه المكانة، فإن عدداً من الذين ادعوا عالمية الإنجليزية قد حملوا عالميتها على أسباب لغوية خالصة. وفيما يلي فضل بيان.

يرى “باجت baget”،منذ بداية القرن الماضي في معرض مقارنة الإنجليزية بالالمانية والفرنسية أن ثمة أسباباً لغوية بحتة هيأت للإنجليزية التفوق على نظيرتْيَهْا، وقد حصر هذه العوامل بخاصيتين هما ترتيب الكلمات والمعجم، يقول11:

ترتيب الكلمات في الإنجليزية ترتيب اكثر طبيعية ومنطقية مما هو في الفرنسية أو الألمانية ؛ فالألمانية أعظم لغة مزعجة بسبب عادتها القديمة في وضع الفعل في نهاية الجملة. والإنجليزية بسبب أصلها المختلط لغة غنية بالكلمات على نحو استثنائي؛ فالأصل اللاتيني يمدنا بمفردات كثيرة من المصطلحات المجردة التي تضاف إلى الأصل السكسوني من الكلمات ذات المعاني الحسية.

أما (براون)فيرى أن بساطة صرف الإنجليزية ومرونته يؤديان إلى سهولة التعلم ومن ثم الانتشار، كما أنه يزود الإنجليزية بإمكانات غير محدودة للتحول الوظيفي وصياغة الكلمات عن طريق الاشتقاق والإلصاق والتركيب وكذلك عن طريق التوسيع والتخصيص الدلاليين للكلمات….كما أن صرفها غير المعقد يقوم بدور بارز في الترويج والتسمية للسلع التي تنتجها البلاد غير المتحدثة بالانجليزية12.

ويورد آخرون ملامح تركيبية أخرى للإنجليزية بوصفها ملامح تعزز تقدمها العالمي.يقول (مكالان)13:

الإنجليزية سهلة النطق نسبياً؛ فهي تملك –على سبيل المثال- عددا قليلا من تجمعات الصوامت المعقدة التي تملكها لغة مثل الروسية، أو من مقتضيات التحول النغمي الدقيقة للصينية، كما أن نحوها الأساسي نحو غير معقد إلى حد بعيد، كما تخلو الإنجليزية من أسلوب النداء غير الرسمي وأنظمة الجنس التي تملكها معظم اللغات الاخرى مثل الفرنسية والالمانية والتي تربك كثيراً من الطلاب. والالف بائية الرومانية التي تقوم عليها الإنجليزية تعتبر أكثر كفاءة واقتصاداً من نظيرتها العربية، والألفبائية الإنجليزية اسهل تعلماً من أيدوغرافيا الصينية.

أما “شتاينر”فيرى أن ثمة اعتبارات هيأت للإنجليزية الانتشار .يقول14:

هناك دليل قوي على أن الإنجليزية ينظر إليها متحدثون محليون،سواء في آسيا أو أفريقيا او أمريكا اللاتينية، باعتبارها أسهل اكتساباً من أي لغة ثانية أخرى.وهناك اعتقاد على نطاق واسع بأنه يمكن إنجاز درجة ما من الكفاءة من خلال التمكن من وحدات صوتية ومعجمية وقواعدية أقل وأبسط مما هو الشأن في الصينية الشمالية أوالروسية أو الاسبانية أو الالمانيةأو الفرنسية(أي اللغات المنافسة الطبيعية على المكانة العلمية.

وترى باربرة وولراف؛ إحدى محررات مجلةAtlantic Monthly  الأمريكية أن انتشار اللغات خارج حدود أوطانها يتوقف ،إلى حد كبير،على سهولة اللغة وسرعة تعلمها بفضل بساطتها النحوية، وتتخذ على ذلك أمثلة من أن المتقدمين للعمل في الخارجية الأمريكية يحتاجون إلى أربعة وعشرين أسبوعاً فقط لتعلم الألمانية او الفرنسية  أو البرتغالية لتقارب تراكيبه النحوية البسيطة من الإنجليزية ، ولذلك تنتشر أكثر من غيرها في العالم ، أما تعلم العربية أو الصينية أو اليابانية أو الكورية فإنه يحتاج ثمانية وثمانين أسبوعاً.ولما كانت الإنجليزية أبسط هذه اللغات وأسرعها في التعليم فإنها مرشحة لتكون لغة عالمية15.

أما المرحوم إبراهيم أنيس فيقدم سببين لغويين لعالمية اللغة الإنجليزية هما16:

1.أنها تتسم بالمرونة والسماحة ، فلا تأبى الاقتراض من كلمات اللغات الاخرى كلما                            أعوزها هذا،وقد اصبح الآن نصف كلماتها من أصول أجنبية،وكثير من أساليبها ترجع إلى مصادر غير إنجليزية.وقد اقبلت الإنجليزية على كل هذه العناصر دون ان يشعر أهلها بغضاضة أو مركب نقص، فهضمتها وصبغتها بصبغتها وأصبحت تكوِن جزءاً أساسيًا فيها.

2.أنها لغة ديمقراطية لا تميز بين طبقة واخرى من الناس، تكتب بأساليب قريبة الشبه جداً من لهجات الخطاب والحديث؛ فهي للناس كافة يصطنعونها في الكتابة والخطاب،ويتأدبون بآدابها،ويجدون المتعة في كل آثارها.

وهذه الآراء محتاجة إلى مزيد نظر وزيادة تمحيص؛ فبعضها لا يعدو أن يكون تعصباً حسب،وبعضها الآخر يخرج على المسلمات اللسانية المستقرة عرفاً بين اللسانيين17. فقد رأى “باجت” أن ترتيب الكلمات فيها أكثر طبيعية ومنطقية من غيرها، ولست اعرف المعيار الذي احتكم إليه؛ إذ إن الإنجليزية لغة طبيعية كغيرها من اللغات الطبيعية الحية، وليس ثَمَّ مفاضلة في هذا الجانب إطلاقاً. وأما قوله “أكثر منطقية” فليس مُسَوَّغاً لأن لكل لغة منطقَها الخاص وبناءها الداخلي الذي تتميز به من غيرها. وأما زعمه المتعلق بالأصول المعجمية فإن جميع لغات العالم تتضمن أصولاً أجنبية، فهل يكفل لها هذا أن تكون لغةً عالميةً؟ وهل هذا يعني ان عالمية العربية في صدر الإسلام مرجعها إلى الألفاظ الفارسية والرومية التي دخلتها إبان الفتوح؟

واما رأي “براون” المتعلق بصرف الإنجليزية فلا يعدو أن يكون تعميماً خاطئاً ومتسرعاً؛ إذ إن في صرف الإنجليزية من الشواذّ ما يجهد المتعلم.

أما سهولة نطق الإنجليزية،على ما يزعم مكالان،فقد يبدو  صحيحاً من ناحية المقارنة بالصينية أو الروسية ولكنه أصعب بالمقارنة بلغات أخرى؛ فالإنجليزية تسمح بتتابع ثلاثة صوامت في بداية المقطع أو أربعة في نهايته أما العربية فلا تسمح بتتابع صامتين إلا في الوقف،ومن هنا تنشأ صعوبة النطق بكلمات  تبدأ بمثل هذه العناقيد الصوتية لدى العربي. وأما القول بأن رسم الإنجليزية أكفأ وأخصر من رسم العربية ففيه مجانبة للصواب كبيرة، ويكفي أن نقول  إن لكل صوت في العربية صورةً كتابيةً واحدة، أما الإنجليزية فقد تتجاوز الصور الكتابية للصوت الواحد ثلاثاً أو أربعاً كحال صوت( k .(

أما الزعم أن الإنجليزية أسهل تعلماً فوهم ما بعده وهم، ويخالف ما استقر في الأعراف اللسانية من أن اللغات جميعاً متساوية السهولة والصعوبة .

ثم إنك  إذا نظرت إلى الطرف الآخر وجدت معارضة شديدة لأُزعومة عالمية اللغة الإنجليزية،وينطلق المعارضون ،وأنا أحدهم، من التساؤلات التالية18:

  • هل بلغت الإنجليزية مبلغا ًيجعلها اللغة الأم للشعوب كافة؟
  • وهل بلغت مبلغاً هيأ لها أن تكون لغة التواصل اليومي:في السوق والشارع والمطعم والملعب ومداعبة الأطفال، والحديث إلى عامل النظافة في جميع دول العالم؟
  • وهل صارت الإنجليزية لغة التدريس في مدارس العالم وجامعاته كلها؟
  • وهل مضت الإنجليزية في سيطرتها على صفحات الشبكة العالمية،أم بدأت بالتراجع أمام اللغات المحلية؟
  • وهل توقفت حركات الترجمة من الإنجليزية إلى غيرها من اللغات؟

وقد استقر رأيي على اتخاذ مثال واحد قَصَدَ أن يبين بطلان هذه الازعومة؛ إذ اتخذ من الأوضاع اللغوية في دول الاتحاد الاوروبي، قبل توسعه الأخير عام 2000، مثالا للدراسة الميدانية، بالاعتماد على دراسة أحوال اللغات المتداولة على المستوى الرسمي وفي النظام التعليمي وفي مؤسسات الاتحاد .وتتميز هذه الدراسة بكثرة بياناتها الإحصائية.  وأهم ما جاء في البحث أن 19:

* اللغة الإنجليزية لغة محلية رسمية في دولتين من دول الاتحاد فحسب (بريطانيا وايرلندا).

* الإنجليزية  إحدى عشرة لغة رسمية مستخدمة في منظمات الاتحاد الأوروبي.

* الفرنسية مستعملة استعمالاً أوسع من غيرها في منظمات الاتحاد.

* المصطلحات  الفرنسية المستخدمة في  المكنز الأوروبي هي الأكثر.

* قلة من الناس تستخدم الإنجليزية في العمل أو الأغراض الخاصة.

* ثَمَّ طبعاتٍ ألمانية  لمجلتي:National Geographic وFinancial Times.

* الافلام مدبلجة إلى الفرنسية والايطالية والاسبانية.

* ثَمَّ محددات وقيوداً لاستعمال الإنجليزية في الأعمال الفرنسية والإعلان والإعلام.

* اللغات الأخرى غير الإنجليزية أهم للتعاون والتواصل الدولي.

* الانجليزية هي المصدر الأكبر للترجمة إلى لغات الاتحاد المختلفة.

* الدول الاوروبية التي ستنضم الى الاتحاد (انضمت فعلا) لا تستعمل الانجليزية لغة رسمية.

ويخلص الباحث إلى القول: علينا ألا ننسى أن الإنجليزية ليست اللغة التي يستعملها معظم الأوروبيين في البيت أو العمل.

عن مستقبل اللغة الإنجليزية

فإذا انتقلنا إلى الجانب المستقبلي وجدنا الناس يتفاوتون في تشوِّفهم مستقبلَ الإنجليزية،ومبعث التفاوت التساؤلات التالية:

  • هل ستمضي الانجليزية قُدُماً محتفظة بوضعها الحالي ما يؤكد سطوتها وهيمنتها على اللغات الأخرى في ميادين الحياة المختلفة؟
  • هل ستتراجع الإنجليزية أمام اللغات المحلية المرتبطة بمناهضة العولمة؟
  • ما صورة الإنجليزيةالمستقبلية بوصفها لغة عالمية؟

لعل سَوْق بعض الآراء ينبئ بالفكرة.

صمويل هنتنغتون:

يشير هنتنغتون، اعتماداً على جداول إحصائية، إلى تراجع عدد الناطقين بالإنجليزية؛ وإنما يرتد هذا التراجع الى تزايد الوعي القومي ومحاولة ردم الهوة بين النخب الثقافية التي تعرف الإنجليزية وعامة الشعب التي تجهلها؛ إذ صار دعم اللغة الوطنية جسراً يربط الحاكم بالمحكوم. ويخلص الى القول:”إن اللغة الغريبة على92% من البشر في العالم لا يمكن أن تكون لغة العالم”20.

ولما كانت قوة اللغة ترتبط بالقوة ،بمفهومها الشامل، فإن تدهور قوة الغرب مقارنة بالحضارات

الأخرى سينعكس على الانجليزية وغيرها  من اللغات الاوروبية داخل المجتمعات غير الغربية.

م.م لويس:

يرى لويس ،احتمالاً، أن تكون الإنجليزية اللغة العالمية الأولى، بالنظر إلى أنها أكثر اللغات المفهومة في العالم؛ وذلك محمول على كثرة تداولها في وسائل الإعلام والنشر العلمي. ويبدو أن فكرة الإنجليزية الأساسية قد هيأت الفرصة للاتصال الداخلي والخارجي على السواء21.

باربرة وولراف :

وهي تنطلق من الأسباب اللغوية التي ترشح الإنجليزية لتكون اللغة العالمية، وتقدم ثلاثة شواهد تدعم رؤيتها،هذه الشواهد هي22:

  • هيمنة الإنجليزية على صفحات الإنترنت.وهذا ما يهيئ فرصة ممتازة ليتعلمها غير الناطقين بها.
  • هيمنة اللغة الإنجليزية على النشر العلمي في الدوريات العالمية والصحف ووكالات الأنباء.
  • الإقبال على تعلم الإنجليزية بوصفها لغة أجنبية.

فلوريان كولماس:

يتناول  كولماس اللغة العالمية من منظور اقتصادي خالص؛ إذ يربط قوة اللغة وانتشارها بالعوامل الاقتصادية ربطاً سببياً؛ يقول في مستقبل الإنجليزية23:

ليست هناك مخاطرة كبيرة في التنبؤ بأنه بالنسبة للأجيال القادمة سوف تبقى الإنجليزية هي اللغة الأفضل تكيفاً والأوسع انتشاراً في العالم .والأسباب الرئيسية وراء هذا هي أن مستوى تفاضلها العالي يتيح لها أن تعزز اقتصادا ًعالمياً أكثر تكاملاً يستحق لأول مرة أن يطلق عليه هذا الاسم، بينما تصبح، في الوقت نفسه،اللغة الأكثر تفاضلاً نتيجة لانتشارها الهائل عبر العالم.

ديفد كريستال:

أما كريستال فيتناول مستقبل الإنجليزية من زاوية لغوية بحتة؛ إذ حاول أن يرسم صورة لما يتوقع أن تكون عليه الإنجليزية في المستقبل. ولا يصل إلى هذه المرحلة إلّا بعد تسليمه بأن الإنجليزية الآن هي اللغة العالمية، ولا يتوقع أن تتخلى عن مكانتها هذه في وقت قريب (50 عاما مثلاً).

ومفاد هذه الرؤية أن ثمة شكلًا جديداً للغة الإنجليزية سينبثق، ويسمي “كريستال” هذا الشكل: الإنجليزية العالمية المعيارية المنطوقة World Standard Spoken English. وهو ينطلق في رؤيته هذه من أن انتشار الإنجليزية منذ منتصف القرن الماضي قد أدى إلى انبثاق أشكال محلية للإنجليزية تفارق الإنجليزية الأمريكية والبريطانية وتتميز من غيرها من تنوعات الإنجليزية ، مثل:إنجليزية أستراليا وكندا   ونيو زلندا وجنوب أفريقيا والهند…..إلخ.ومع تمايز هذه الإنجليزيات تمثِّل الكتابة الإنجليزية المعيارية عامل  توحيد يجمعها24.

أما عن كيفية نشوء هذه الصورة المشتركة من الإنجليزية فمبعثه أن كثيراً من الناطقين بالإنجليزية متعددو اللهجات؛ فهم يستعملون نوعاً غير رسمي داخل البيت، ويستعملون نوعاً آخر رسمياً في سفرهم داخل البلد الذي يعيشون فيه وفي تعاملهم الرسمي أيضاً، وهذان النوعان متفاوتان في النطق والقواعد واستراتيجيات الخطاب.وثمة نوع ثالث يتعلمونه وهو الإنجليزية الفصحى المكتوبة.وما دام الفرد في بلده سيستخدم لغته المحلية، ولكنه عندما يتواصل مع آخرين من خارج بلده  سيستخدم الإنجليزية العالمية المعيارية المنطوقة ( (WSSE

ويرسم كريستال صورة تقريبية لما ستكون عليه الحال فيقول:

قد تعقد شركة متعددة الجنسيات اجتماعاً يحضره ممثلوها في دول مختلفة من العالم. ممثلو الشركة من كَلَكُتا(الهند) يستقلون السيارة نفسها في طريقهم إلى الاجتماع ويتحدثون الإنجليزية الهندية.وممثلو الشركة من لوغوس سيتحدثون في سيارتهم الإنجليزية النيجيرية غير الرسمية, والممثل الأمريكي من لوس أنجيليس سيستخدم الإنجليزية الأمريكية غير الرسمية .وقد يجد أي واحد من هؤلاء صعوبة في تتبع ما يقوله الآخر وفي فهم مقصده، لكنهم جميعاً عندما يجتمعون معاً على طاولة الاجتماعات لن تكون هناك مشكلة؛إذ سيستخدمون جميعاً(.(WSSE25

ويرى كريستال أن الاتجاه نحو هذا النوع من الإنجليزية يحدث على نحو غير واعٍ؛وذلك أن الذين يجتمعون من بلدان مختلفة أو يتحدثون عبر الإنترنت أو يكتبون لمستمعين عبر العالم، ينزعون إلى تجنب مفردات وعبارات وتراكيب قد لا تُفْهَمُ خارج بلدهم فيبحثون عن بدائل.

ثم تراه يتساءل: أي لهجة ستكون أكثر تأثيراً في  تطور الإنجليزية العالمية؟

يرجح كريستال أن تكون الإنجليزية الأمريكية ؛ لكثرة انتشارها وتأثيرها في الإنجليزية البريطانية.

أما عن كون هذه الإنجليزية ستحل محل الإنجليزيات المحلية، فإنه لا يرى ذلك؛ بل يرى أنها ستدعم هذه الإنجليزيات، حتى إن المجتمع الذي يستخدم الاثنتين سيكون أقوى من ذاك الذي يستخدم واحدة. ولن يؤثر ذلك على الهوية القومية؛ فالإنجليزية المحلية تعبر عن هويتهم القومية ، والإنجليزية العالمية ستضمن لهم التواصل والتفاهم الدولي26.

ومهما يكن من أمر فإنه من الصعوبة التنبؤ بما ستؤول إليه الحال اللغوية؛ غير أن تخلي الإنجليزية عن موقعها لن يحدث إلا في إحدى الحالتين:

  • بروز إمبراطورية جديدة تصير لغتها عالمية، ويحتمل أن تبزغ امبراطورية الاتحاد الأوروبي أو الامبراطورية الصينية اليابانية.
  • خلق لغة اصطناعية وتوسعها.

مستقبل اللغة العربية في ظل العولمة:

قد تهيأت الفرصة للغة العربية ، إبّان الفتح الإسلامي، لتتبوأ مكانة مرموقة بين لغات العالم،  وإنما كان ذلك محمولاً على ارتباطها بالقرآن الكريم والدين الإسلامي. كما  أنها ارتبطت بقوة المسلمين، بكل ما تحمله القوة من عناصر عسكرية واجتماعية ودينية وعلمية وثقافية. ولا شك أنها مرت بمراحل تراوحت بين الازدهار والتقهقر، ومرت بتجارب من الغزو الثقافي واللغوي، وتجاوز الأمر ذلك إلى الاضطهاد اللغوي أيام الترك والاستيطان الأوروبي.ومع كل ذلك خرجت العربية منتصرة ظافرة في كثير من المواقع وخسرت في مواقع أخرى؛ فقد خسرت في تركيا وماليزيا حيث استبدلت الحروف اللاتينية بالعربية.

ولا يخفى أن العربية، الآن في عصر العولمة، تواجه تحديات كبيرة جداً، تتمثل في تيار الإنجليزية الجارف، وتتمثل مظاهر العولمة اللغوية في العالم العربي في27:

  1. التداول بالإنجليزية في الحياة اليومية.
  2. كتابة لافتات المحالّ التجارية بالإنجليزية.
  3. التراسل ،عبر الانترنت والهواتف النقالة،بالإنجليزية.
  4. اشتراط إتقان الإنجليزية للتوظيف.
  5. كتابة الإعلانات التجارية بالإنجليزية.
  6. كتابة قوائم الطعام في المطاعم بالإنجليزية.

هذا على المستوى الشعبي أما على المستوى الرسمي فقد كفلت كثير من التشريعات الحكومية في البلاد العربية موقعاً متفوقاً للغة الإنجليزية من حيث عدها اللغة الأجنبية الأولى في النظم التعليمية ،حتى في البلدان العربية التي احتلتها فرنسا.وتتمثل هيمنة الإنجليزية في العالم العربي،كغيره من دول العالم، في ما يلي:

  1. تعليمها في مراحل الطفولة المبكرة.
  2. استخدامها لغة رئيسة في التعليم الجامعي ،ولا سيّما في العلوم الطبيعية والطبية والحاسوب والعلوم الإدارية والاقتصاد.
  3. استخدامها لغة رئيسة في المدارس الخاصة؛ إذ تُدَرَّس بها جميع المواد حتى التربية الوطنية!
  4. اعتمادها لغة رسمية في المعاملات التجارية والقانونية التي تنفذها الدولة والشركات والمؤسسات العامة والخاصة.

ومع حالة الاستنفار التي يتخذها المثقفون والاكاديميون إلا أن ما يبذل في خدمة العربية ما يزال يقصِّرعن الحد المؤمَّل، وليست الحكومات العربية كافلة للعربية ما كفلت للإنجليزية، ولعل العراق كان آخر قلاع العربية بعد أن صار محتلًا فلحق بفلسطين،فقد خسرت العربية حصناً من حصونها كان يصون العربية ويكفل بتشريعاته حمايتها28.

وبالرغم من السوداوية والتشاؤم اللذين يسودان نفوس اللغويين والمفكرين العرب؛ فإنهم يتفاوتون في رؤيتهم مستقبل العربية؛ فبعضهم يركن إلى الآية الكريمة”إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون” دون عمل ،كأنما يقول،على نهج البنيويين،دع العربية وشأنها،فإنهامحفوظة!

ونرى هنتنغتون يخصص في كتابه”صدام الحضارات” هامشا مقبولاً لتناول اللغة من حيث إنهاعنصر مهم من عناصر الحضارة ومكوناتها، ولما كان الرجل يتحدث عن الصراع الحضاري على التعميم فإنه كان يعني الصراع اللغوي على نحو أخص،ولما كان هدف كتابه أصلاً لفت النظر إلى “خطر” الحضارة الإسلامية القادم، فقد احتلت اللغة العربية هامشاً كبيراً من هذا التصور؛ إذ`هي مكون هام من مكونات الدين الإسلامي وعامل رئيس من عوامل التوحُّد بين المسلمين. ولما كانت فكرته قائمة على أن توزيع اللغات وتزايد انتشارها أو تناقصه مرتبط بتوزيع القوى،كان طبيعياً أن يتوقع تزايد قوة العرب والمسلمين29.

ويأتي رأي الاديب الإسباني”كاميليو جوزي سيلا” ،وهو الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1989، ليثير كثيراً من الجدل في الأوساط الغربية ولا سيما دعاة العولمة؛ ومفاد هذا الرأي أن  لغات العالم تتجه نحو التناقص، وأنه لن يبقى إلا أربع لغات قادرة على الحضور العالمي،هذه اللغات هي:الإنجليزية والاسبانية والعربية والصينية. وقد بنى “كاميليو” رأيه على استشراف مستقبلي ينطلق من الدراسات اللسانية التي تعاين موت اللغات وتقهقرها واندثارها30.

ويتخذ عبد السلام المسدي من رأي “كاميليو” منطلقا ًلتناول القضية ؛ إذ يؤمِّل ان تكون العربية واحدة من اللغات العالمية التي سيكتب لها البقاء. ويرى أن اللغة العربية قد تشكل ، في طموحاتها المستقبلية، أخطاراً حقيقية على دُعاة العولمة الثقافية وسياساتهم التهميشية، وذلك مردود إلى جملة أسباب،هي31:

  1. احتمال تزايد الوزن الحضاري للغة العربية في المستقبل المنظور فضلاً عن البعيد…..فاللسان العربي هو اللغة القومية لحوالي 270مليوناً، وهو يمثل إلى جانب ذلك مرجعية اعتبارية لأكثر من 850مليون مسلم غير عربي  كلهم يتوقون إلى اكتساب اللغة العربية؛ فإن لم يتقنوها لأنها ليست لغتهم القومية فإنهم في أضعف الإيمان يناصرونها ويحتمون بأنموذجها.
  2. ولكن العربية تخيف أيضاً بشيء آخر هو ألصق بالحقيقة العلمية القاطعة، وأعلق بمعطيات المعرفة اللسانية الحديثة، فلأول مرة في تاريخ البشرية،على ما نعلمه من التاريخ الموثوق به، يكتب للسان طبيعي أن يعمر حوالي سبعة عشر قرناً محتفظاً بمنظومته الصوتية والصرفية والنحوية فيطوعها جميعاً ليواكب التطور الحتمي في الدلالات دون أن يتزعزع النظام الثلاثي من داخله.
  3. أن اللسان العربي حامل تراث، وناقل معرفة، وشاهد حيٌّ على الجذور التي استلهم منها الغرب نهضته الحديثة في كل العلوم النظرية والطبية والفلسفية.

ولما كانت العولمة تسعى إلى أمركة كل شيء، ولما كان خطاب هنتنغتون يشير ضمناً إلى تعاظم خطر العربية، فإنه كان طبيعياً أن يتواطأ الخطاب الثقافي والسياسي الأمريكي مع أداته الإعلامية ليخلق صورة مفتعلة من الصراع بين الحضارة الغربية والإسلام. وتبرز امثلة هذا التواطؤ في دلالة “الإرهاب” . يقول المسدي:

الإرهاب في خطاب هؤلاء الإعلاميين المتحيزين كما في خطاب( نتنياهو) و خطاب سادته وكبرائه يقدم  بعد تشغيل آليات اللغة والسياق والمقام حتى يتم الاقتران الذهني والتوالج النفسي فيتحقق الارتباط، اللاواعي ثم الواعي، بين صورة العربي وصورة الإرهاب. وهذه العملية  اللغوية الذهنية النفسية الثقافية هي التي يتم تشغيلها لإحداث اقتران مبطَّن آخر يجمع بين صورة العربي وصورة المسلم ذهاباً ويجمع بين صورة المسلم والعربي إياباً، ثم يمعن الخطاب المخاتل في مزج الأخلاط داخل سلة واحدة هي سلة الإرهاب.وحيث إن كل عربي فمرجعه القومي هو اللغة العربية وإن كل مسلم فمرجعه الاعتباري هو ايضاً اللغة العربية بما هي لغة النص المؤسس فإن اللغة العربية_في استراتيجية الخطاب الكوني المتسلط_ تصبح هي الشرارة الكهربائية المولدة للطاقة الإرهابية32.

رؤيا خاصة:

يدفع الحديث عن مستقبل اللغة العربية إلى التجاذب بين طرفين ؛أحدهما تشاؤمي،والآخر تفاؤلي. أما التشاؤمي السوداوي فينبثق من البحوث والدراسات التي تتناول وجوه تهديد الإنجليزية للغة العربية على نحو خاص، وتلك التي تتناول كثرة المصطلحات التي يتداولها الناس في حياتهم اليومية، إضافة إلى ما يرونه من تشريعات تمكِّن للإنجليزية على حساب العربية. أما التفاؤلي فينطلق من وقائع لسانية موثَّقة؛ كالإقبال المتزايد على تعلم اللغة العربية والأدب العربي، وبلوغ عدد من الادباء العرب مراتب عالمية.

وما يدفعني إلى التفاؤل أيضًا مسلَّمتان لا مراء فيهما:

الاولى ارتباط العربية بالقرآن الكريم والدين الاسلامي وممارساته الشعائرية التي ينبغي ان تؤدَّى بالعربية. اما الثانية فهي أن العربية ليست مهددة بالانقراض أو الموت  بالنظر إلى معيار العدد الذي يُعْتَمَدُ عليه أساساً في تقدير موت اللغة أو اندثارها.

ومهما يكن من أمر فإن مستقبل العربية مرتبط بمستقبل العرب والمسلمين، وهو مستقبل ضبابي غير واضح المعالم. وأحسب أن ثمة عوامل يمكن أن تهيئ للعربية مكانة ممتازة بين اللغات العالمية، وهذه العوامل متداخلة يمتزج فيها السياسي بالاجتماعي واللغوي بالتقني ، وكل ذلك يلابس القومي والديني والثقافي.والعوامل المقصودة هي:

  • اعتماد اللغة العربية في بناء مجتمع المعرفة. فقد أظهر تقرير التنمية الإنسانية العربية(2003) أن اللغة العربية مهيأة لتلعب دوراً فاعلاً في بناء مجتمع معرفة عربي يستقبل المعرفة وينتجها بالعربية؛ وذلك أن تزايد أهمية البعد اللغوي في تقانة المعلومات والاتصالات ، وخاصة مع انتشار الإنترنت، يمكن أن يفضي إلى أن تصبح اللغة العربية من أهم مقومات التكتل المعلوماتي ومقابلة التحدي الذي تواجهه البلدان العربية في المنطقة33.
  • اللسانيات الحاسوبية العربية. يمكن القول إن ثمة ربطاً مطَّرداً بين تقدم اللسانيات الحاسوبية العربية ومنجزاتها وتقدم العربية وتهيئتها لمستقبل أفضل؛ وذلك أن تعريب الحاسوب وملحقاته ومعداته سيكفل توفير برامج عربية صالحة للمجتمع العربي، ما يسهم في تحطيم احتكار الإنجليزية للحاسوب، وهو ما يؤدي أخيراً إلى أن يكون كل عربي،يعرف الإنجليزية او لا يعرفها، قادراً على استعمال الحاسوب، وبذا تُوطَّن المعرفة الحاسوبية في بيئة عربية خالصة، وهذه هي أولى خطوات بناء مجتمع المعرفةالمنشود.

ولا يغيب عن حصيف أن أي نجاح في اللسانيات الحاسوبية العربية سينعكس على كثير من مجالات العربية، وذلك مثل تعليمها لأبنائها وللناطقين بغيرها، وتيسير التواصل مع المسلمين من غير العرب. ويظهر أن ثمة عوامل تجعل من تعريب الحاسوب قضية مصيرية في الصراع الثقافي واللغوي المحتدم في العالم، من هذه العوامل :

  1. استخدام كثير من الشعوب الحرف العربي، وهذا يجعل من إدخال الحروف العربية الحاسوبَ فرصة عظيمة للمحافظة على استخدام هذا الحرف، ودفْع هؤلاء الناس إلى مزيد من المساهمة في تطويع الحاسوب للعربية.ولن تعدم هذه الشعوب (كالباكستان وإيران)عقولاً فذّة تنجز ما نسعى إليه، وهكذا يحقق علماء هذه الدول هدفاً خاصاً بلغتهم وهدفاً عاماً يخدم الحرف العربي.

2.إلْفُ كثير من الشعوب التي تستخدم الحرف العربي بالعربية يدفعهم إلى الإقبال على تعلمها ونشرها.

  • النشر الإلكتروني باللغة العربية.
  • الإفادة مما تزخر به الشبكة العالمية من مواقع لتعليم اللغة الإنجليزية وتعلمها للناطقين بها وللاجانب،وتطوير مواقع مشابهة لخدمة اللغة العربية وتعليمها.
  • نشر العربية في الخارج. وإنما يكون ذلك بافتتاح المدارس العربية التي تعتني بتدريس العربية والثقافة الإسلامية.
  • التخطيط اللغوي السليم؛ وذلك على المستويين المحلي والعالمي.

الهوامش:

  1. 1. تأويل مشكل القرآن ص30.
  2. 2. ابن جنّي، الخصائص 1: 411، وابن يعيش،شرح المفصَّل 34:10.

لمزيد من التفصيل عن  قضايا الكتابة العربية، انظر: نهاد الموسى،الثنائيات في قضايا اللغة العربية المعاصرة.

  1. 3. لعل أهم الكتب التي تناولت الموضوع على نحو مباشر الكتابان التاليان:

Jacques Maurais & Mchael A. Morris (Editors), Languages in

a globalising World,2003.

David Blook & Deborah Cameron (Editors), Globalization and Language Teaching. 2002

  1. 5. اللغة بين القومية والعالمية.
  2. إبراهيم أنيس، اللغة بين القومية والعالمية، ص 311 .
  3. David Crystal, English as Global Language,p:131
  4. 8. المقصود بلعنة بابل أن الناس كانوا يتكلمون لغة واحدة قبل إنشاء برج بابل ثم بلبل الله لغتهم لأنهم أرادوا بناء برج يطاول السماء، وقد تبين لله أن اللغة الواحدة ستدفعهم إلى الطغيان ،فبلبل ألسنتهم، ولم يعد الواحد يفهم الآخر. لمزيد من التفصيل انظر: إبراهيم أنيس، اللغة بين القومية والعالمية ص242.وأيضاً: فلوريان كولماس، اللغة والاقتصاد ص119.
  5. في تفصيل أثر التعدد اللغوي في الاقتصاد والعلاقة بين التعدد اللغوي والاقتصاد، انظر الكتاب الممتاز:اللغة والاقتصاد، لفلوريان كولماس.
  6. انظر :David Crystal, Language Death
  7. اللغة والاقتصاد ص357.
  8. 12. نفسه،ص358.
  9. نفسه، ص359.
  10. 14. نفسه، ص360.

15.Barbara Wallraff, What Global Language, The Atlantic Monthly, November 2000,Vol 286, No 5, p 52-66

16.إبراهيم انيس، اللغة بين القومية والعالمية ص 297.

  1. للتفصيل في نقائص الكتابة الإنجليزية، انظر: طالب عبد الرحمن، نحو تقويم جديد للكتابة العربية. وللمقارنة بين نحو الإنجليزية وإحدى اللغات المغمورة ديفيد كريستال،Language Death,p62_63.
  2. وليد العناتي، العولمة اللغوية،مجلة البصائر،عمادة البحث العلمي بجامعة البترا الأردنية،المجلد الثامن، العدد الثاني، 2004.
  3. Jorg Witt, English as a Global Language: the Case of the                  European Union  .
  4. 20. صمويل هنتنغتون، صدام الحضارات ص 99.
  5. م.م لويس، اللغة في المجتمع ص 88.

22.Barbara Wallraff,What Global Language,The Atlantic Monthly,November2000,vol 286, No.5, P52-66

23.فلوريان كولماس،اللغة والاقتصاد ص362.

24.David Crystal, English as Global Language,p133

  1. Ibid,p137
  2. Ibid,p138
  3. وليد العناتي، العولمة اللغوية . وانظر أيضاً:

_ أحمد مطلوب، اللغة العربية وتحديات العولمة.

_ حسين نصار،اللغة العربية وتحديات عصر العولمة.

_ عبد الله أبو هيف، اللغة العربية وتحديات العولمة.

_علي ابو القاسم عون،اللغة العربية والعولمة.

_ سالم المعوش، اللغة العربية وتحديات العولمة.

  1. انظر: أحمد مطلوب،تجربة العراق في الحفاظ على سلامة اللغة العربية.
  2. صمويل هنتنغتون، صدام الحضارات ص98-106.
  3. عبد السلام المسدي، العولمة والعولمة المضادة ص390.
  4. نفسه،389_390.
  5. نفسه، 392.
  6. تقرير التنمية الإنسانية العربية، ص121.

المراجع:

باللغة العربية:

_ إبراهيم أنيس، اللغة بين القومية والعالمية، دار المعرف،مصر.

_ أحمد بن محمد الضبيب، اللغة العربية في عصر العولمة، ط1، مكتبة العبيكان، الرياض، 2001.

– أحمد عبد السلام، العولمة الثقافية اللغوية وتبعاتها للغة العربية، مجلة مجمع اللغة العربية الأردني، العدد الستون، السنة 25،عمان ،2001.

_ احمد مطلوب، اللغة العربية وتحديات العولمة،مخطوط، ندوة المجامع اللغوية العربية، ندوة عمان16- 19أيلول 2002.

_ نفسه, تجربة العراق في الحفاظ على سلامة اللغة العربية، وقائع مؤتمر اللغة العربية أمام تحديات العولمة، معهد الدعوة الجامعي للدراسات الإسلامية، بيروت ، الدورة الأولى،2002، ص139_150

_ ابن جني، أبو الفتح عثمان، الخصائص، تحقيق محمد علي النجار، ط2، دار الكتب المصرية،القاهرة، 1955.

_ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تقرير التنمية الإنسانية العربية،2003.

_ بسام بركة، اللغة العربية … القيمة والهوية، مجلة العربي،العدد528، 2002.

_  تركي الحمد، الثقافة العربية في عصر العولمة، ط1، دار الساقي، بيروت،1999.

_ جميل الملائكة، اللغة العربية ومكانتها في الثقافة العربية الإسلامية، ضمن كتاب: من قضايا اللغة العربية المعاصرة، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس، 1990.

_ حسين نصار، اللغة العربية وتحديات عصر العولمة، مجلة العربي،العدد 503، تشرين الاول2000، ص 23_26.

_ سالم المعوش، اللغة العربية وتحديات العولمة، وقائع مؤتمر اللغة العربية امام تحديات العولمة، معهد الدعوة الجامعي للدراسات الإسلامية، الدورة الأولى، بيروت، 2002، ص139_190.

_ صالح الخرفي، اللغة العربية هويتنا القومية، ضمن كتاب : من قضايا اللغة العربية المعاصرة، المنظمة العربية للتربية والثقاقة والعلوم، تونس، 1990.

صمويل هنتنغتون، صدام الحضارات ،ترجمة طلعت الشايب، كتاب سطور، ط2، 1999.

_عبد السلام المسدي، العولمة والعولمةالمضادة، كتاب سطور(6)،1999.

_ عبد الله أبو هيف، اللغة العربية وتحديات العولمة، وقائع مؤتمراللغة العربية أمام تحديات العولمة، معهد الدعوة الجامعي للدراسات الإسلامية، الدورة الاولى ،بيروت ،2002، ص463_498.

_ عبد الملك مرتاض، التعددية اللغوية فخ جديد لتمزيق الهوية الوطنية، مجلة العربي، العدد503، تشرين الأول،2000، ص27_29.

_ علي أبو القاسم عون، اللغة العربية والعولمة، وقائع مؤتمراللغة العربية أمام تحديات العولمة، معهد الدعوة الجامعي للدراسات الإسلامية، الدورة الاولى ،بيروت ،2002، ص397_422.

_ فلوريان كولماس، اللغة والاقتصاد، ترجمة أحمد عوض،سلسلة عالم المعرفة، العدد263،المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت،2000.

_ ابن قتيبة، تأويل مشكل القرآن، تحقيق السيد احمد صقر، دار إحياء التراث الكتب العربية.

_ كمال بشر، اللغة العربية بين الوهم وسوء الفهم، دار غريب، القاهرة،1999.

_ نهاد الموسى، اللغة العربية والحضارة، ضمن كتاب اللغة العربية(2)، برنامج المققرات التأسيسية والعلوم الطبيعية، جامعة القدس المفتوحة،ط1،عمان،1991.

_ نفسه، الثنائيات في قضايا اللغة العربية المعاصرة من عصر النهضة إلى عصر العولمة،ط1، دار الشروق،عمان،2003.

_ وليد العناتي، العولمة اللغوية، مجلة البصائر،عمادة البحث العلمي بجامعة البترا الاردنية الخاصة،المجلد الثامن،العدد الثاني،2004،ص 1_29.

_ ابن يعيش، موفق الدين يعيش بن علي النحوي، شرح المفصل، عالم الكتب ببيروت،و مكتبة المتنبي بالقاهرة.

_ ياسين خليل، اللغة والوجود القومي، ضمن كتاب : اللغة العربية والوعي القومي، مركز دراسات الوحدة العربية ،بيروت.

باللغة الإنجليزية:

_ Barbara Wallraff, What Global Language, The Atlantic Monthly, November 2000, Vol 286, No5, P 52_66.

_Castell,M,1997. The Power of Identity, Malden. MA:Black

well.

_ Crystal,D. 1998. English as Global Language, Cambridge University          Press.

_ Crystal,D. 2000, Language Death, , Cambridge:  Cambridge Ueversity    Press.

_ David Blook & Deborah Cameron (editors),2002, Globalization and Language Teaching, Rulledge, London.

_ Jacques Maurias & Michael A.Morris (editors), 2003, Languages in a globalising World, Cambridge: Cambridge University Press.

باللغة الإنجليزية من الإنترنت:

_ Jorg Witt, English as a Global Language: the Case of EuropianUnion : http://webdoc.org.de  /edoc/ia /ees /artic20 /witte /6_2000.html

_ Rahul Goswami, Globalization Erods Local Languages, Fules “Glocal”English:  http://www.globalpolicy.org /globaliz

/cultural/2003/0730glocal.htm

_ Ted Anthony, English in Action: How the Language Changes People:

http://wire.ap.org/Appackages /English/english2/html

_ Ted Anthony, Fears of Cultural Imperialism Spread Along With English:

http://wire.ap.org/Appackages /english/english /imprialism.html

_ Linguistic Imperialism: http://en.wikipedia.org /wiki/linguistic_imperialism

0 Reviews

Write a Review

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى