تبرز أهمية معرفة خصائص المنظومة اللغوية بوصفها اللبنة الأساسية لفهم طبيعة العلاقة القائمة بين اللغة والحاسوب، فهي التي تظهر أوجه الاتفاق والافتراق، وبوصفها الوسيط القادر على إيجاد حلول مثالية متكاملة الأبعاد للمسألة اللغوية على اختلاف صورها وأشكالها وأسسها، كما تعمل على إيجاد منطلقات عامة للتصدي للمصاعب التي تواجهها. لذلك فقد حدَّد علماء اللسانيات عبر ممارساتهم وتجاربهم ودراساتهم العلميّة خصائص عديدة للغة.
1- الخاصيّة الإبداعيّة: “وهي قدرة اللغة على إنتاج عدد لا نهائي من التعبيرات اللغوية”[1]، فيمكننا -مثلاً- أن نشتق من الجذر (ك ت ب) الكلمات التالية:
(كَتَبَ) فعل ماض، (يَكْتُبُ) فعل مضارع، (اُكْتُبْ) فعل أمر، (كاتِبٌ) اسم فاعل، (مَكْتُوبٌ) اسم مفعولٍ، (كتاب، ومكتبة، وكُتُب … وغيرها)
2- القوة والمرونة: وتتميز اللغة بقدرتها على المرونة الهائلة، والتعبير عن جميع المواقف التي تعترض طريقها؛ إذ تملك اللغة طرائق شتى للتعبير عن دلالاتها، حيث تُحيل العدد المحدود من مفرداتها وصِيغِها إلى عدد كبير من المنطوقات.
3- الاتّساق والتماسك: ونعني به صعوبة الفصل بين عناصر المنظومة اللغوية؛ فدراسة ظاهرة لغويَّة ما تقتضي النَّظر إلى موقع هذه الظاهرة داخل منظومتها الكليّة. فعند دراستنا للقواعد
[1] علي، نبيل، اللغة العربية والحاسوب (دراسة بحثية)، ص76.
